الإعداد المعرفي و تحرير بيت المقدس

كيف لنا أن نحرر المسجد الأقصى ونحن نجهل أبسط
المعلومات والمفاهيم عن بيت المقدس ومسجده الأقصى المبارك؟
بقلم: أ.سارة عويس

تحرير بيت المقدس- دور الأسرة في الإعداد المعرفي

إن بداية الإعداد المعرفي لقضية بيت المقدس ومسجده الأقصى المبارك تبدأ من الأسرة المسلمة. هل يمكننا أن  أو إن لم يكن لدى الأسرة المسلمة أي وعي حقيقي حول أهمية بيت المقدس في حياتنا؟ نوحد أمة لتحرير هذه الأرض المقدسة إذا كانت الأسرة المسلمة مفككة وضعيفة؟

.....للأسف هذا هو واقعنا اليوم

يعيش أبناؤنا اليوم في زمن كثرت فيه أسباب الفساد وإنتشار الفتن، في كل مكان وليس في بلاد الغرب فقط، يهاجم أبناؤنا في دينهم، وثقافتهم وحتى في فطرتهم. فأصبحت تربية هذا الجيل ليس بالشيء الهين. ما نراه اليوم شيء مخيف صراحة من اختيارهم لقدوات لا تناسب ديننا وثقافتنا كمسلمين، فأصبح هذا الجيل جيلاً لا يهتم إلا بالتفاهات في عصرنا الحالي.

وهنا تعظم المسئولية على الآباء والأمهات في المحافظة الجادة على الأبناء والبنات وحمايتهم من هذا الفساد، وأن نزرع في أبنائنا وبناتنا أهداف الوحدة والتحرير.

 

لا يمكننا اليوم كأمة أن نبقى ننتظر الفاتح والمنقذ، حتى أصبح الفاتح اليوم أسطورة نحلم بها. بدلاً من أن ننتظر عمر بن الخطاب وصلاح الدين الأيوبي، هيا نصنع هذا القائد وجيل النصر والتحرير من بيوتنا بإذن الله. نحتاج أن نصنع جيل التغيير والتحرير والعمران، جيلاً يدرك قدسية وبركة هذا المكان ليس بالكلام فقط وإنما بالعمل الجاد أيضاً. يقول العالم الهندي محمد إقبال أنه بعد أن نعلم أبناءنا "لا إله إلا الله علينا أن نعلمهم حب المسجد الأقصى". فزرع حب المسجد الأقصى في قلوب أبنائنا مهم جداً من أجل أن نصل إلى تحرير المسجد الأقصى، فعلينا إذاً أن نوجه البوصلة في بيوتنا نحو بيت المقدس ومسجده الأقصى المبارك. 

دور الأمهات أساسي للتحرير

هنالك أمثلة كثيرة توضح دور الأم الإيجابي والأساسي في إعداد القائد الفاتح.ومن أبرز هذه الأمثلة للأم التي بنت أمة بأكملها هي أم السلطان محمد الفاتح

فأم محمد الفاتح زرعت في إبنها أنه هو الذي سيفتح القسطنطينية. فربت إبنها على هدف واضح منذ صغره. فكانت تأخذه إلى البحر وتخبره أن وراء هذا الماء بلاد لا بد أن تفتح. ووضعت هدفاً واضحاً لإبنها أنه هو الذي سيفتح هذه الأسوار وعلمته حديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم "لتفتحنَ القسطنطينيةُ فلنعمَ الأميرُ أميرها ولنعم الجيشُ  ذلك الجيش"، وإني أريدك أن تكون أنت هذا الأمير. الأم هي التي صنعت هذا الحلم وأعطته هدفاً واضحاً ليحقق نبوءة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد 800 سنه من وفاته. إذاً فإن أمه التي أحسنت تربيته لعبت دوراً أساسياً في غرس وتحقيق هذا الهدف وفي صناعة قائد عظيم: محمد الفاتح. هذا القائد العظيم الذي كان عمره 20 سنه. 

نحن نحتاج لمثل هذه الأم والمربية في صناعة جيل التحرير. نزرع في أبنائنا أن بيت المقدس جزء من عقيدة المسلم، ونعلمهم أهمية بيت المقدس وتاريخه منذ الصغر. تربى محمد الفاتح وصلاح الدين الأيوبي وغيرهم من القادة العظماء على معاني البطولة والجهاد، بخلاف جيل اليوم الذي يقضي وقته على التيك توك ومختلف التفاهات!!

دعنا نرفع من مستوى تربيتنا لأبنائنا لكي يصبحوا هم جيل التغيير والتحرير والعمران. نحن اليوم نعيش في وقت مهم ومصيري فنحن في عملية إعداد قادة لتنهض بأمتنا وتحرر أقصانا.

 

وكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه "أنت على ثغرة من ثغر الإسلام فلا يؤتين من قبلك"، فإن لكل إنسان اليوم دور في التغيير والتحرير والعمران. فالسياسي له دوره، والعسكري له دوره،  ونحن كأمهات ومربيات لنا الدور الأكبر في صناعة جيل التحرير بإذن الله. نحن الآن أمام مسؤلية عظيمة في تربية هذا الجيل.

مهمتنا كأمهات ومربيات هي توجيه هذا الجيل الصاعد. فأولادُ اليوم هم قادة الغد. فإذا نجحنا في تربية جيلاً واعياً من القادة فإن تحرير هذه الأرض المقدسة سيكون قريباً إن شاء الله.

فكل شيء يبدأ بفكرة، وهدف وخطوة.

 

Back to blog